هيمنة رعب الكابوس العراقي على السعودية الوهابية
وهل يبقى لدى أي انسان عربي اومسلم بل أي انسان له اهتمام بالشأن العربي ان يشك بعمق العلاقات الصهيونية الاسرائيلية مع السعودية الوهابية, وخاصة بعد ما شاهدنا المصافحة والشد على الايدي بين ال سعود والصهاينة على شاشات التلفزة والتي تعبرعن مدى العلاقات الودية بينهما, وكان هذا بعد ان وجه نائب وزير الخارجية الصهيوني اهانة الى الامير السعودي اذ خاطبه قائلا:" أقترح عليك اقتراحا بان تأتي وتصافحني." وفعلا نهض امير المخابرات السعودية تركي الفيصل متجها نحو سيده نائب وزير الخرجية الاسرائلي داني ايالون ليصافحه وتم هذا في مؤتمر الامن الذي انعقد في ميونخ. والمتابع للشأن الاسرائلي السعودي يعرف الكثير من هذه العلاقات الحميمة بين الحكومتين السعودية والاسرائيلية وما سبقها من لقاءات وعلاقات بين المجرمين تمتد جذورها الى عشرات السنين تسير بسرّية تامة, اذ ليس من مصلحة السعودية واسرائيل ان تكشفا مثل هذه العلاقات سابقا, لان العرب كانوا يطلقون على اسرائيل ( اللقيطة) واليوم اصيلة عريقة. لاشك ولا اشكال من ان هنالك سياسة جديدة بالمنطقة تديرها شبكة استخبارات سعودية صهيونية وباشراف اجهزة مخابرات امريكية لها تعاون مع العائلة السعودية منذ عشرات السنين بسبب التجارة النفطية بين عائلة ال سعود وعوائل امريكية من بينها عائلة (ال بوش). واصبحت هذه الحقائق موثقة ولايحتاج التحقيق عنها بالطرق والوسائل القديمة كالذهاب الى وثائق وزارة الخارجية البريطانية الموجودة في المتحف البريطاني او وثائقها في الهند او الدوائر المهتمة بشؤون الشرق الاوسط, وانما اصبح كشف هذه الحقائق ليست عن طريق القراءة فقط وانما موثقة في الصور الفوتوغرافية, فبالاضافة الى ما نقرأه فقد شاهدنا الحفلات والاجتماعات والمصافحات والتعانق و.....بين العائلة السعودية وعائلة جورج بوش منذ نعومة اظفارابناء العائلتين, فقد كشفت افلام تلفزيونية وسينمائية وثائقية مدى اواصر الصداقة والعلاقات التجارية بين العائلة السعودية وقادة المخابرات الامريكية وبعض رؤساءها امثال جورج بوش وعائلته وكذلك نائب الرئيس دك جيني ورامس فيلد بالاضافة الى رموز اسرائيلية صهيونية . الا ان ارادة الله وارادة الشعوب اقوى من كل هذه التحالفات. ان الشعب الامريكي يتساءل عن اسباب عمق العلاقات السعودية وعدم تأثرها حتى باحداث 11-9 التي اشترك في تنفيذها 15 سعوديا وهابيا من مجموع 19 متهما, والادهى من ذلك انه بعد يوم واحد من تفجيرات المراكز التجارية الامريكية وتفجيرات البنتاكون سمحت قوات الامن الامريكية للسعوديين الموجودين في امريكا بمغادرتها دون التحقيق معهم وكان من بينهم الكثير من افراد عائلة بن لادن الذين كانوا يدرسون ويعملون في امريكا, لذا نرى الشعب الامريكي يطالب الكشف عن الكثير من الغموض في السياسة الامريكية اتجاه السعودية والتي سببت لهم كوارث نتيجة تدخل دولارات النفط السعودية في التأثير على السياسة الامريكية وبوصلتها.
ان الاسفاف من قبل اجهزة المخابرات الامريكية الموالية للسعودية بالسماح للنشاط السعودي الارهابي في العراق جعل تعاطف ابناء الشعب العراقي مع الذين اطاحوا بنظام صدام وخاصة الادارة الامريكية التي ادعت في بداية 2003 وكذلك قبل التغييران هدفها هو الاطاحة بنظام صدام لانه يملك اسلحة كيمياوية ولانه دكتاتوريا, اما اليوم فان كثرة التدخلات الامريكية في الشأن العراقي اصبح مشوبا بالتشكيك والحذر لان الاجندات الامريكية والصهيونية والسعودية اصبحت متشابكة ومسببة الفوضى وعدم الاستقرار في داخل العراق. ولهذه الاسباب فان ابناء الشعب العراقي يرون ان امريكا بدأت تتدخل وتتآمرعلى ديمقراطية العراق وعلى حرياته الفردية والعامة حتى انها اصبحت تتحالف مع ازلام النظام السابق وتحاول اعادة هيكلية حزب البعث المقبور ولكن بأمين عام جديد لحزب البعث اسمه جوزيف بايدن ونائب له اسمه ديفيد باتريوس بدلا من عفلق وشبلي العيسمي اما المسؤول المالي لحزب البعث فمكون من لجنة يديرها امراء السعودية برئاسة الجاسوس المخضرم بندر بن سلطان حامل شهادة الشرف الصهيونية في الجاسوسية العالمية , فهنيئا لحزب العمالة حزب بعث صالح المطلك وحلفاء كتلته خونة العراق بهذه القيادة الجديدة. ان دولارات النفط التي تسرقها العائلة السعودية من افواه الشعب المسلم في الجزيرة العربية يستخدم القسم الاكبر منها في التآمرعلى الاسلام والمسلمين ولاتاحة الهيمنة المذلة من قبل الصهيونية والاستعمارية لابناء المنطقة الاسلامية وذلك بتكريس الطائفية والعنصرية والتطبيع مع العدو الصهيوني, والاخطر من هذا ان السعودية اصبحت اداة الغدر والخيانة لتنفيذ اوامر قوى الشر في المنطقة, "ان الله لايحب كل خوان كفور."
اما تدخل السعودية في الشأن العراقي والذي تتحدث عنه المصادر الامريكية امثال (معهد بروكينكز) Brookings Institution الامريكي وهو واحد من اهم المؤسسات الامريكية المهتمة بالشرق الاوسط اذ يذكر في تقريره:"ان السعودية تراقب بحذر المجادلات التي قد تؤدي الى انسحاب الامريكان من العراق, فان السعوديين الذين تبلغ حدودهم مع العراق اكثر من 500 ميلا جعل السعودية تخشى من تغيير موازين القوى في المنطقة, وخاصة ان الوهابين متطرفي العقيدة يمكن ان يسببوا مشاكل لامريكا تنذر بالشؤم مما يؤدي في المستقبل الى سوء العلاقات بين السعودية وامريكا. وبما ان السعوديين يخافون من عراق قوي ومستقر لذا فانهم يلوذون بالولايات المتحدة الامريكية لحمايتهم." ومن جهة اخرى اكد التقرير تصريحات نواف عبيد السابقة التي كشف فيها خطة التدخلات السعودية في الشؤون الداخلية العراقية.وقد ذهب التقريربنقد لاذع للعائلة السعودية التي تطلب الشفقة والرحمة من امريكا لحمايتها الا ان امريكا ترى سياسة السعودية فاسدة ومتلعثمة مترددة غامضة ومشاكلها العائلية غير واضحة ومعقدة, واخيرا اظهر التقرير ان السعودية لها تخوفات حقيقية من العراق الجديد.
ان المحلل السياسي الذي يعرف المنطقة جيدا يرى ان مثل هذا التقرير يكشف لنا عن نقاط مطلوبة من السعودية يجب ان تستجيب اليها وتقوم بتنفيذها؛ فهذا التقرير يدفع حكومة العائلة السعودية الى صرف المليارات من الدولارات لشراء وتخزين الاسلحة التي عفى عليها الدهر من الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها, وبعد ذالك فان التقرير يشير الى التدخل في شؤون العراق الداخلية من قبل السعودية وذلك عند الاشارة والتصريح بان السعودية سوف تساعد السنة بدفع المال والاسلحة والايعاز للجيش السعودي للتدخل في حمايتهم, الا ان التقرير يسخر من قدرة الجيش السعودي الهشة الذي لايمكن ان يتدخل في أي موقف يحسم فيه ادنى وابسط الامور. وفعلا ان تخمينات وتقديرات هذا المعهد فيها موضوعية وخاصة عندما انهزم الجيش السعودي اليوم امام الحوثيين الذين كلما اشاهد معاركهم البطولية ضد الدكتاتورية اتذكر الفترات التي توحد واتحد فيها اعداء الحرية والديمقراطية لشن الحرب على ابناء كردستان وكذلك ابناء الجنوب حين كانوا ينادون بالمطالبة بحقوقهم الشرعية التي قدموا من اجلها الاف الشهداء في كردستان وكذلك في مناطق ابناء الانتفاضة الشعبانية في عامة العراق. ان من يؤمن بالديمقراطية لايؤمن بالضم او الاتحاد بالقوة والقهر ولا جدوى من الوحدة القسرية كما اراد صدام في غزوه للكويت. ولابد هنا من الاشارة الى ان تدخل السعودية في الشأن الداخلي العراقي سوف لن يغفر لها احرار العراق ما فعلته السعودية وما تفعله حاليا من دعم للارهاب المتمثل بدفع الملايين من الدولارات لصالح المطلك واياد علاوي وطارق الهاشمي للتخريب وسفك دماء العراقيين وتدريب التكفيريين وامدادهم بالمال والسلاح, كل ذلك من اجل عرقلة المسيرة الديمقراطية في العراق والتي اصبحت واقعا لارجعة فيه لو صرفت اموال السعودية ومن تحالف معها من قوى الغدر والظلام.
ان السعوديين يخشون من التأزم الديني الذي يتصاعد في المنطقة وخاصة في داخل السعودية الوهابية نفسها والتي تلاقي الطائفة الشيعية فيها القهر والقساوة من قبل الحكومة السعودية بل وحتى اتهام الشيعة بالكفر والارتداد. وان الصراع المتزايد بين السعودية الوهابية من جهة والتشيع في عراق (الجامعة العربية) من جهة اخرى هو اخطر على السعودية من الصراع بين التشيع بشكل عام والحركة الوهابية الصهيونية. والسعودية تدرك هذا جيدا عندما يستقر العراق فسوف يصبح قلعة لكل الشرفاء والمناضلين من اجل الحق والعدل وسيكون نموذجا في المنطقة العربية لنشر الديمقراطية والحرية. مما يحفز شعوب المنطقة لمطالبة حكوماتها القمعية بالاخذ بالنموذج العراقيالديمقراطي الجديد لادارة شؤون الدولة بدلا من الحكومات الدكتاتورية والارهابية التكفيرية.
والمؤسف ان الولايات المتحدة الامريكية لن ترفع يدها عن التدخل في شأن الانتخابات العراقية والتي هي عبارة عن شأن داخلي عراقي مما جعل الصحافة الاوربية تنتقد هذا التدخل المنافي للاسس الديمقراطية فقد ذكرت جريدة الكاردين البريطانية الصادرة في 04-02-2010 "ان الحكومة الامريكية تدخلت في الانتخابات العراقية لتضعها في الاتجاه الذي تريده امريكا بحجة عدم تهميش السنة في الوقت الذي منع عدد من الشيعة بعدم الترشيح ان لم يكن نفس النسبة فربما يكون الاكثر, ولقد اظهرت وبرهنت الحكومة الامريكية مرة اخرى تدخلها في الشؤون العراقية بدرجة كبيرة والاكثر من هذا ان امريكا تريد ان تفرض قرارات تخص مستقبل العراق والعراقيين التي هي من شأن العراقيين انفسهم."
ان التدخل الامريكي المنحاز للبعثيين والتكفيريين السعوديين الوهابيين يجعل ابناء الشعب العرااقي في كره متصاعد لمن يتدخل في شأنهم الداخلي سواء كانت امريكا او أي بلد عربي او غير عربي, وان الدعوات التي نسمعها من صالح المطلك وطارق الهاشمي او من غيرهم التي تطالب بالتدخل الاجنبي, لم ولن نسمعها من الاطراف الاخرى التي تدير العملية السياسية بمثل هذه التوسلات والاصوات المتخاذلة الخائنة للشعب والدين والوطن وعلى الحكومة والبرلمان العراقي والذين يرون انفسهم في درجة من الحرص على مسيرة العراق الجديد ان يضعوا حدا لاصوات ايتام النظام الصدامي السابق والحقيقة ان الشعب حين نزل الى الشارع كان في حده الحد بين الجد واللعب, ومن يقف عكس تيار جماهير شوارع العراق دولة الامام علي بن ابي طالب(ع) سيجرف الى خارج الحدود ليرسى في دولة الكفرالوهابية السعودية فاتحة له ابوابها, "فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين".
د.طالب الصراف لندن 15-02-2010