البعثية هي تطبيق سلوك وممارسة عنفية بربرية لايدلوجيا قومية عنصرية عربية تتخذ من الجيش والشرطة والاستخبارات والارهاب المسلح عموما وسيلة لها وتضعها هدفا وغاية في نفس الوقت للسيطرة على طبقات وفئات المجتمع الاخرى لتحقيق الدمار الشامل وخوض الحرب لاجل الحرب واستعباد الناس , تأسست في سوريا رسميا في سنة 1947 وابرز مؤسسيها ميشيل عفلق و صلاح البيطار وجلال السيد وانظم اليهم لاحقا اكرم الحوراني الذي كان يرأس حزب عنصري مماثل اسمه –الحزب العربي الاشتراكي- حيث توحد هذان الحزبان سنة 1951 ليكون –حزب البعث العربي الاشتراكي- كما نعرفه الان وقد انظم اليهم لاحقا اعضاء من العراق والاردن وفلسطين ولبنان .
ويعّرف عفلق حزبه على انه حزب انقلابي هذا يعني ان العسكر او القوات المسلحة بشكل عام هي وسيلتهم وغايتهم للوصول الى السلطة وهذا يعني جعلها طبقة خاصة تهيمن على كل مقدرات وطاقات الطبقات الاخرى بمعنى اخر لا بعث بدون عسكر وشرطة واستخبارات وارهاب.... وهذا هو العمود الفقري في فكر واهداف البعثيين اينما وجدوا وحيثما كانوا وكل مايقولون عكس ذلك فهو كذب وخداع وتكتيك مرحلي وهراء. لذلك فمنعهم تماما من الوصول الى القوات المسلحة / الجيش والشرطة والامن والاستخبارات هو شرط اساسي لضمان استمرار الديمقراطية الوليدة بالعراق وقطع الطريق امام جحافلهم للعودة مجددا للسلطة.
استمدت ايدلوجيا العنصريون العرب هؤلاء وجودها ومصادرها من الايدلوجيا النازية الالمانية والفاشية الايطالية وبعض الفلسفات القومية العنصرية الاوربية وكان ذلك في الثلاثينات والاربعينات عندما كان الناس في العالم يعيشون على قرع طبول الحرب فكانت الدعاية النازية العنيفة تملأ عقول بعض الشباب العربي الميالين الى العنف والقوة... حماسة والتهابا تحت تأثير الكلمات الرنانة مثل : الانانية المقدسة , الدم والارض , الحق حق القوة , الاسطورة السياسية , عش في خطر... وغيرها من الطرهات التي كان يذيعها الى العالم العربي من برلين الصحفي النازي العراقي يونس بحري (مات معزولا ووحيدا 1979) .
لقد وجدت هذه الشعارات وتلك الافكار صداها عند هؤلاء وغذت في نفوسهم تمجيد القوة والسيطرة والدمار والارهاب وتبرير الجريمة وراحوا يبحثون عن مقابل لامجاد القومين الاوربين في التراث العربي القديم وتراث الحضارات التي عاشت في منطقتنا حتى يقدمون انفسهم كممثلين لذلك المجد العربي الغابر ودعاة لاعادة بعثه وانتصاره من جديد , فأنتخبوا اسماء بعض القادة القدامى وبعض الاحداث التاريخية المهمة وانتزعوها من سياقها التاريخي الحقيقي بما يتلائم مع وضع سياسي راهن , مرحلي ولاسباب تكتيكية...واستعملوها سياسيا... اي ان ايدلوجيتهم ليست انجيل ذو تعاليم ثابتة انما هو انجيل يتغير ويتلون مع تغير الاحوال والظروف لكنه ثابت على مبدأ واحد فقط السعي الى الارهاب والتدمير والدمار والبناء لاجل ان تكون اهدافا لتدميرات اخرى واخرى وهكذا ...وبالتعبير السياسي بأنها كالحرباء لالون لها وبهذه الطريقة روجوا لافكارهم في دعايتهم لكسب اعضاء جدد وقد سعوا على الخصوص الى استقطاب عتاة المجرمين وخاصة النوع الذي يسمى في علم النفس (السايكوباث) لجعلهم قادتهم الميدانيين وهذا النوع هو من اخطر انواع المجرمين اطلاقا وميزته انه يقتل ولايشعر بالذنب ولا تبدو عليه اية مشاعر غير عادية لا في تعبيرات الوجه ولا في الحركات بعد او اثناء تنفيذ الجريمة ويشعر باللذة والنشوة في التعذيب والتمثيل بالضحية كذلك يتميز بذكاء نسبي وقدرة على اخفاء جرائمه وجبن عند مواجهة الاقوى ومعظم قادة البعث الاساسيين هم من هذا الصنف من المجرمين ويستخدم البعثيون هذا النوع في تنفيذ اغتيالاتهم وارهابهم وجرائمهم ضد خصومهم السياسيين قبل وبعد استلامهم السلطة بقليل الى ان يحكموا قبضتهم على الدولة تماما .
وقد ظل البعثيون ثابتين تماما على حربائهم وقسوتهم و يلبسون لكل حالة او وضع سياسي جديد لبوسها مع ابقاءعبادتهم للجريمة والدمار والارهاب الى النهاية. ولايوجد بعثي ديمقراطي ,شريف ,وطني ,يحترم القانون ....هذا كله عَلف يقدمه البعثي للايقاع بضحاياه لتدميرهم والقضاء عليهم لاحقا واشباع عطشه بالدماء وهنا يكمن خطرهم اذا سمح لهم بالعمل السياسي .
اما العسكرية ( القوات المسلحة بشكل عام /جيش شرطة امن استخبارات... ) التي هي غاية البعث ووسيلته , فهي مهنة خدمية غير انتاجية تقدم للمجتمع خدمة الحماية من عدو خارجي او عدو داخلي يهدد استقرار او وجود المجتمع , تمولها الدولة من عمل وجهد الطبقات المنتجة وهذا التمويل هو ضريبة ضرورية لابد منها لاي مجتمع لحماية الامن العام ودوام وجود الدولة ومؤسسات المجتمع .
ولكن في دولة البعث تحول اصحاب هذه المهنة الى طبقة خاصة كما ارادت لها ايديلوجيا البعث ان تكون ,تقمع وتضطهد بوحشية كل فئة او طبقة اخرى تعارضها وعلى النمط النازي والفاشي بالضبط فصار الجميع بمثابة عبيد للعسكر .
فالطبقة الوسطى من الموظفين والادراريين واصحاب الكفائات والمهندسين والاطباء والمحامين ورجال العلم والثقافة والفن والابداع وغيرهم الى جانب الطبقات المنتجة الاخرى كالعمال والفلاحين واصحاب المهن الصغيرة والكسبة جميعا تحولوا الى طبقات مغلوب على امرها وتابعة الى اوامر العسكر فتحول العراق كله في نظام البعث الى ثكنة عسكرية .
وعندما انهار النظام فان اكثر المتضررين هم اكثر المتمردين ضد النظام الجديد عنفا وبطشا وهؤلاء هم عساكر البعث من ضباط الجيش والشرطة والامن والاستخبارات والسجانين والجلادين وغيرهم (لا توجد احصاءات دقيقة لعددهم) كانوا يعيشون على ابتزاز الدولة ويحصلون على الرواتب العالية والامتيازات العديدة , لذا فعندما فقدوا كل تلك الامتيازات اشعلوا العراق نارا لم تخمد بعد , هؤلاء هم المطالبين بعودة البعث اما الطبقات الاخرى التي كانت تحت سيطرتهم فقد أيدت التغيير واسبشروا خيرا وارادوا ان يلعبوا دورا في النظام الجديد بعد ان شبعوا عبودية واستلاب .
وهكذا فدمار العراق قد تم بدافع تطبيق ايديولوجيا عنصرية ارهابية اسسها بعض السفلة العرب وهي مازالت موجودة تبث سمومها بمختلف الطرق وتصفيتها وازالتها عملية طويلة الامد بحاجة الى خطة علمية واعية ومدروسة تشترك فيها كل طبقات المجتمع وضحايا ذلك النظام ويشرف عليها مختصين في السياسة وعلم الاجتماع والقانون والتربية والثقافة وغير ذلك وهذا ما لم يحدث الى الان , ولازال مروجيها وحماتها ودعاتها طلقاء فارين او مختفين وابتكروا على مدى السنوات السبع الماضية طريقة التصعيد بالعنف والارهاب والاغتيالات كلما تقدم الناس خطوة باتجاه ارساء وضع سياسي مستقر للتخلص من ذلك الارث المقيت الذي خلفوه وتلمس الطريق للخروج منه نحو بناء مجتمع عراقي متعدد عصري خالي من الشوفينية والعنصرية والحرب لاجل الحرب وترسيخ الديمقراطية كوسيلة للحكم فقد لبس البعثيون خلال سنوات الفوضى السياسية وسوء وفساد الحكم الجديد اردية التقوى والعبادة ودخلوا كل الاحزاب والمنظمات والميليشيات الدينية حتى اصبحت بعض هذه التنظيمات فروع غير معلن عنها لحزب البعث وتنفذ كل ما يطلب منها قادة البعث من اغتيالات وتفجيرات في عقر دار حكومة رجال الدين وهم في نفس الوقت ادوات بيد دول الجوار جميعها للفتك بالشعب الاعزل ..وقد نجحوا في ايصال العديد من اعضائهم الى البرلمان مستفيدين من نظام المحاصصة الطائفي المقيت الذي فرضه رجال الدين بالقوة وبالمكر وما هو اتٍ من شرورهم مرعب حقا .
لم تطبق ومنذ سبعة سنوات سوى طريقة واحدة لازالتهم وازالة ايديولوجيتهم هي طريقة الثأر والانتقام واراقة الدماء ولم تؤدي هذه الطريقة الا الى نتائج كارثية طالت الكثير من الابرياء بينما نجى منها المجرمون وفروا الى العديد من دول العالم ودمرت ايضا بقايا البناء التحتي للدولة ومؤسساتها ومبانيها وصروحها والحقت بها خسائر مادية جسيمة (لامبرر لها) كتعبير عفوي للضحايا ضد النظام البعثي ورموزه اياً كان نوعها وشكلها .
لم يعلن البعثيون الندم ولم يشعروا الى الان بالاثم والخجل بأن الاربعين سنة من حكمهم هي عارهم وخزيهم الذي قدموه للبشرية وستبقى تلاحقنا كوابيسه المرعبة الى الابد فلم يحدث ابدا في كل تاريخ العراق ان تكون بلادنا مصدرا للشرور والماسي وتعذيب الانسان كما حدث في السنوات التي حكم بها البعثيون .
اما الضحايا ومن بقي حيا من السجناء والمعتقلين والمهجرين والمنفيين وغيرهم من المنكوبين فهم يتذكرون بأشمئزاز وتقزز ورعب تاريخ وجرائم البعث المروعة على مدى اربعين سنة من حكمهم ويحاولون بكل جهد ممكن ايصال صوتهم المذبوح وتحذيراتهم الى الاجيال القادمة فتأتي ذكرى جريمة شباط الاسود 1963 لتذكرنا واياهم بأننا مازلنا في اول الطريق ولايبدو ان سياسينا قد استوعبوا دروس التاريخ ولا صيحات الضحايا ... واذا ما بقي العراق يشتعل على هذا الحال فسوف يستمر الناس بالاستغاثة كما في زمن البعث....انقذونا رجاءاً ...أنقذونا رجاءاً
ويعّرف عفلق حزبه على انه حزب انقلابي هذا يعني ان العسكر او القوات المسلحة بشكل عام هي وسيلتهم وغايتهم للوصول الى السلطة وهذا يعني جعلها طبقة خاصة تهيمن على كل مقدرات وطاقات الطبقات الاخرى بمعنى اخر لا بعث بدون عسكر وشرطة واستخبارات وارهاب.... وهذا هو العمود الفقري في فكر واهداف البعثيين اينما وجدوا وحيثما كانوا وكل مايقولون عكس ذلك فهو كذب وخداع وتكتيك مرحلي وهراء. لذلك فمنعهم تماما من الوصول الى القوات المسلحة / الجيش والشرطة والامن والاستخبارات هو شرط اساسي لضمان استمرار الديمقراطية الوليدة بالعراق وقطع الطريق امام جحافلهم للعودة مجددا للسلطة.
استمدت ايدلوجيا العنصريون العرب هؤلاء وجودها ومصادرها من الايدلوجيا النازية الالمانية والفاشية الايطالية وبعض الفلسفات القومية العنصرية الاوربية وكان ذلك في الثلاثينات والاربعينات عندما كان الناس في العالم يعيشون على قرع طبول الحرب فكانت الدعاية النازية العنيفة تملأ عقول بعض الشباب العربي الميالين الى العنف والقوة... حماسة والتهابا تحت تأثير الكلمات الرنانة مثل : الانانية المقدسة , الدم والارض , الحق حق القوة , الاسطورة السياسية , عش في خطر... وغيرها من الطرهات التي كان يذيعها الى العالم العربي من برلين الصحفي النازي العراقي يونس بحري (مات معزولا ووحيدا 1979) .
لقد وجدت هذه الشعارات وتلك الافكار صداها عند هؤلاء وغذت في نفوسهم تمجيد القوة والسيطرة والدمار والارهاب وتبرير الجريمة وراحوا يبحثون عن مقابل لامجاد القومين الاوربين في التراث العربي القديم وتراث الحضارات التي عاشت في منطقتنا حتى يقدمون انفسهم كممثلين لذلك المجد العربي الغابر ودعاة لاعادة بعثه وانتصاره من جديد , فأنتخبوا اسماء بعض القادة القدامى وبعض الاحداث التاريخية المهمة وانتزعوها من سياقها التاريخي الحقيقي بما يتلائم مع وضع سياسي راهن , مرحلي ولاسباب تكتيكية...واستعملوها سياسيا... اي ان ايدلوجيتهم ليست انجيل ذو تعاليم ثابتة انما هو انجيل يتغير ويتلون مع تغير الاحوال والظروف لكنه ثابت على مبدأ واحد فقط السعي الى الارهاب والتدمير والدمار والبناء لاجل ان تكون اهدافا لتدميرات اخرى واخرى وهكذا ...وبالتعبير السياسي بأنها كالحرباء لالون لها وبهذه الطريقة روجوا لافكارهم في دعايتهم لكسب اعضاء جدد وقد سعوا على الخصوص الى استقطاب عتاة المجرمين وخاصة النوع الذي يسمى في علم النفس (السايكوباث) لجعلهم قادتهم الميدانيين وهذا النوع هو من اخطر انواع المجرمين اطلاقا وميزته انه يقتل ولايشعر بالذنب ولا تبدو عليه اية مشاعر غير عادية لا في تعبيرات الوجه ولا في الحركات بعد او اثناء تنفيذ الجريمة ويشعر باللذة والنشوة في التعذيب والتمثيل بالضحية كذلك يتميز بذكاء نسبي وقدرة على اخفاء جرائمه وجبن عند مواجهة الاقوى ومعظم قادة البعث الاساسيين هم من هذا الصنف من المجرمين ويستخدم البعثيون هذا النوع في تنفيذ اغتيالاتهم وارهابهم وجرائمهم ضد خصومهم السياسيين قبل وبعد استلامهم السلطة بقليل الى ان يحكموا قبضتهم على الدولة تماما .
وقد ظل البعثيون ثابتين تماما على حربائهم وقسوتهم و يلبسون لكل حالة او وضع سياسي جديد لبوسها مع ابقاءعبادتهم للجريمة والدمار والارهاب الى النهاية. ولايوجد بعثي ديمقراطي ,شريف ,وطني ,يحترم القانون ....هذا كله عَلف يقدمه البعثي للايقاع بضحاياه لتدميرهم والقضاء عليهم لاحقا واشباع عطشه بالدماء وهنا يكمن خطرهم اذا سمح لهم بالعمل السياسي .
اما العسكرية ( القوات المسلحة بشكل عام /جيش شرطة امن استخبارات... ) التي هي غاية البعث ووسيلته , فهي مهنة خدمية غير انتاجية تقدم للمجتمع خدمة الحماية من عدو خارجي او عدو داخلي يهدد استقرار او وجود المجتمع , تمولها الدولة من عمل وجهد الطبقات المنتجة وهذا التمويل هو ضريبة ضرورية لابد منها لاي مجتمع لحماية الامن العام ودوام وجود الدولة ومؤسسات المجتمع .
ولكن في دولة البعث تحول اصحاب هذه المهنة الى طبقة خاصة كما ارادت لها ايديلوجيا البعث ان تكون ,تقمع وتضطهد بوحشية كل فئة او طبقة اخرى تعارضها وعلى النمط النازي والفاشي بالضبط فصار الجميع بمثابة عبيد للعسكر .
فالطبقة الوسطى من الموظفين والادراريين واصحاب الكفائات والمهندسين والاطباء والمحامين ورجال العلم والثقافة والفن والابداع وغيرهم الى جانب الطبقات المنتجة الاخرى كالعمال والفلاحين واصحاب المهن الصغيرة والكسبة جميعا تحولوا الى طبقات مغلوب على امرها وتابعة الى اوامر العسكر فتحول العراق كله في نظام البعث الى ثكنة عسكرية .
وعندما انهار النظام فان اكثر المتضررين هم اكثر المتمردين ضد النظام الجديد عنفا وبطشا وهؤلاء هم عساكر البعث من ضباط الجيش والشرطة والامن والاستخبارات والسجانين والجلادين وغيرهم (لا توجد احصاءات دقيقة لعددهم) كانوا يعيشون على ابتزاز الدولة ويحصلون على الرواتب العالية والامتيازات العديدة , لذا فعندما فقدوا كل تلك الامتيازات اشعلوا العراق نارا لم تخمد بعد , هؤلاء هم المطالبين بعودة البعث اما الطبقات الاخرى التي كانت تحت سيطرتهم فقد أيدت التغيير واسبشروا خيرا وارادوا ان يلعبوا دورا في النظام الجديد بعد ان شبعوا عبودية واستلاب .
وهكذا فدمار العراق قد تم بدافع تطبيق ايديولوجيا عنصرية ارهابية اسسها بعض السفلة العرب وهي مازالت موجودة تبث سمومها بمختلف الطرق وتصفيتها وازالتها عملية طويلة الامد بحاجة الى خطة علمية واعية ومدروسة تشترك فيها كل طبقات المجتمع وضحايا ذلك النظام ويشرف عليها مختصين في السياسة وعلم الاجتماع والقانون والتربية والثقافة وغير ذلك وهذا ما لم يحدث الى الان , ولازال مروجيها وحماتها ودعاتها طلقاء فارين او مختفين وابتكروا على مدى السنوات السبع الماضية طريقة التصعيد بالعنف والارهاب والاغتيالات كلما تقدم الناس خطوة باتجاه ارساء وضع سياسي مستقر للتخلص من ذلك الارث المقيت الذي خلفوه وتلمس الطريق للخروج منه نحو بناء مجتمع عراقي متعدد عصري خالي من الشوفينية والعنصرية والحرب لاجل الحرب وترسيخ الديمقراطية كوسيلة للحكم فقد لبس البعثيون خلال سنوات الفوضى السياسية وسوء وفساد الحكم الجديد اردية التقوى والعبادة ودخلوا كل الاحزاب والمنظمات والميليشيات الدينية حتى اصبحت بعض هذه التنظيمات فروع غير معلن عنها لحزب البعث وتنفذ كل ما يطلب منها قادة البعث من اغتيالات وتفجيرات في عقر دار حكومة رجال الدين وهم في نفس الوقت ادوات بيد دول الجوار جميعها للفتك بالشعب الاعزل ..وقد نجحوا في ايصال العديد من اعضائهم الى البرلمان مستفيدين من نظام المحاصصة الطائفي المقيت الذي فرضه رجال الدين بالقوة وبالمكر وما هو اتٍ من شرورهم مرعب حقا .
لم تطبق ومنذ سبعة سنوات سوى طريقة واحدة لازالتهم وازالة ايديولوجيتهم هي طريقة الثأر والانتقام واراقة الدماء ولم تؤدي هذه الطريقة الا الى نتائج كارثية طالت الكثير من الابرياء بينما نجى منها المجرمون وفروا الى العديد من دول العالم ودمرت ايضا بقايا البناء التحتي للدولة ومؤسساتها ومبانيها وصروحها والحقت بها خسائر مادية جسيمة (لامبرر لها) كتعبير عفوي للضحايا ضد النظام البعثي ورموزه اياً كان نوعها وشكلها .
لم يعلن البعثيون الندم ولم يشعروا الى الان بالاثم والخجل بأن الاربعين سنة من حكمهم هي عارهم وخزيهم الذي قدموه للبشرية وستبقى تلاحقنا كوابيسه المرعبة الى الابد فلم يحدث ابدا في كل تاريخ العراق ان تكون بلادنا مصدرا للشرور والماسي وتعذيب الانسان كما حدث في السنوات التي حكم بها البعثيون .
اما الضحايا ومن بقي حيا من السجناء والمعتقلين والمهجرين والمنفيين وغيرهم من المنكوبين فهم يتذكرون بأشمئزاز وتقزز ورعب تاريخ وجرائم البعث المروعة على مدى اربعين سنة من حكمهم ويحاولون بكل جهد ممكن ايصال صوتهم المذبوح وتحذيراتهم الى الاجيال القادمة فتأتي ذكرى جريمة شباط الاسود 1963 لتذكرنا واياهم بأننا مازلنا في اول الطريق ولايبدو ان سياسينا قد استوعبوا دروس التاريخ ولا صيحات الضحايا ... واذا ما بقي العراق يشتعل على هذا الحال فسوف يستمر الناس بالاستغاثة كما في زمن البعث....انقذونا رجاءاً ...أنقذونا رجاءاً